The best Side of العولمة والهوية الثقافية



والكلام في ثقافة العولمة متشعب، ومن الصعب حصره أو الإلمام به؛ ولكن يمكن القول: إن الإطار الفكري أو الثقافي لأفكار دعم الرأسمالية يعمل بدأب على إقناع الشعوب بموافقته للعقل؛ لأنه يحقق رغبات الأفراد بحرية مطلقة.

التعليق على الجدول: من خلال الجدول يمكن أن نستنتج صراعا بين الهوية والعولمة ويبدو أنه في ظل انبهارنا بثقافة الدول المتقدمة فإن العولمة ستنتصر في محو هوياتنا.

وبالإضافة إلى الإتجار الاقتصادي، كان طريق الحرير وسيلة لممارسة المبادلات الثقافية بين الحضارات على امتداد شبكته. وقد أسفرت حركة الأشخاص مثل «اللاجئين والفنانين والحرفيين والمبشرين واللصوص والمبعوثين» عن تبادل الأديان والفنون واللغات والتكنولوجيات الجديدة.

تمت الكتابة بواسطة: دانة الوهادين آخر تحديث: ١٥:٠٦ ، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٨ ذات صلة مفهوم الهوية الثقافية

ولا يعني حلول الاختراق الثقافي محل الصراع الإيديولوجي موت الإيديولوجيا، كما يريد المبشرون بالعولمة أن يوهموا الناس.. كلا إن الاختراق الثقافي ، بالعكس من ذلك، مُحَمَّلٌ بإيديولوجيا معينة، هي إيديولوجيا الاختراق، وهي تختلف عن الإيديولوجيات المتصارعة، كالرأسمالية والاشتراكية، في كونها لا تقدم مشروعا للمستقبل، لا تقدم نفسها كخصم لبديل آخر تسميه وتقاومه، وإنما تعمل على اختراق الرغبة في البديل وشل نشدان التغيير لدى الأفراد والجماعات.

الهوية القومية، بهذا المعنى الذي شرحه نديم البيطار، هي هوية نسبية وتاريخية يحققها شعب ما عنن طريق تفاعل أو علاقته الجدلية مع التاريخ، وليست موروثة من جوهر ثابت متأصل فيه. إنها، بحسبه، ليست ردا فطريا وغريزيا، بل هي نتيجة استجابات نعانيها عن طريق النشأة الاجتماعية. وبالفعل، فقد ابتعد الفكر الاجتماعي الحديث، في العقود القليلة الماضية عن المفهوم الميتافيزيقي للهوية القومية، بعد ان اعتبر أن خصوصيات أي شعب هي نتائج عوامل التاريخ الديناميكية، من احتكاك ثقافي، وحروب، وهجرة، واختراعات، وأزمات، وصراعات اجتماعية، وسياسية وتصورات إيديولوجية وغيرها من العوامل المتحولة عبر التاريخ، والتي جعلت من الهويات كيانات متحولة ومتغيرة.

التأثير اللغوي: استعمال بعض اللغات الغربية (الفرنسية، والانجليزية) كلغات رسمية في مرافق الإدارة والاقتصاد، استعمالها في وسائل الإعلام والاتصال، وفي المقررات الدراسية، وكلغات للتخاطب اليومي ...

أصبحنا مع ثورة الاتصال التكنولوجي نعرف أكثر مما نتمنى معرفته عمّا يحدث في العالم، وعن الشعوب وثقافاتها. وبدأ يمتزج شيء من تلك الثقافات في الثقافة المحلية؛ ليصبح دخيلاً عزيزًا. نجد مثلاً أن مظاهر الاحتفال بثقافات الشعوب الأجنبية تحدث داخل بلداننا العربية، وبترحيب ودعم مجتمعيّ. كما نجد أن منتجات بعض الاحتفالات، كالهالوين مثلاً، متاحة اضغط هنا في المتاجر والمحال داخل البلد, وأن الاحتفال بليلة رأس السنة أو بآخر يوم من أكتوبر فعالية، يتمّ التنظيم لها، ويحضرها كثير من الأفراد من أجل الاستمتاع بطقوسها الخاصة والمبهجة التي تتجاوز حيّز الاحتفاء بالثقافة الدخيلة إلى تأكيد حاجة الإنسان اليوم للتسامح والتشارك مع ثقافات العالم المختلفة التي يعيش عدد من أهلها بيننا.

يشير العنوان إلى وجود علاقة بين العولمة والهوية، إلا أنه لا يحدد نوع هذه العلاقة، إلا أننا نفترض أنها علاقة تأثير من اتجاه واحد، لأن العولمة تهدف إلى جعل العالم نسخة واحدة مطابقة للنموذج الأمريكي، مما يعني أن العالم كله سيصبح بهوية واحدة وأن الشعوب المتخلفة والنامية ستتخلى عن هوياتها.

في زمن الصراع الإيديولوجي كانت وسيلة تشكيل الوعي هي الإيديولوجيا، أما في زمن الاختراق الثقافي فوسيلة السيطرة على الإدراك هي الصورة السمعية البصرية التي تسعى إلى “تسطيح الوعي”، إلى جعله يرتبط بما يجري على السطح من صور ومشاهد ذات طابع إعلامي إشهاري، مثير للإدراك، مستفز للانفعال، حاجب للعقل…

- تطويق الإنتاج القومي الاقتصادي بمنافسة غير متكافئة مما يؤدي إلى المزيد من توسيع البطالة.

يعتبر الكاتب القرن الواحد والعشرين هو مرحلة للهيمنة الاقتصادية، فالدول المتقدمة تسعى إلى الحفاظ على تقدمها وهيمنتها من خلال توجيه الاستهلاك والتحكم في الأسواق مما يعنى أن الدول الضعيفة ستكون أمام خطر فقدان السيطرة على اقتصادها، وقد حصر الباحثون آثار العولمة في تهميش كل ما هو مرتبط بالثقافة والهوية من لغة وإبداع فني وإنتاج وطني وتحويل الإنسان إلى نسخ متشابهة تفكر وتستهلك بنفس الطريقة.

فهوية الإنسان .. أو الثقافة .. أو الحضارة، هي جوهرها وحقيقتها، ولما كان في كل شيء من الأشياء –إنساناً أو ثقافة أو حضارة- الثوابت والمتغيرات .

فالتيار المؤيّد للعولمة، يستند إلى أنها أحدثت نقلة نوعية في كل ميادين المعرفة، وقربت المسافات، واختصرت الزمن، وساهمت في التلاقح بين الحضارات؛ وتعزيز ثقافة التنوّع الإنساني والقيم الثقافية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *